الأربعاء، 4 أبريل 2018

يحكي أن رجلا أراد الزواج من ابنة رجل تقي

يحكي أن رجلا أراد الزواج من ابنة رجل تقي  

فوافق الأب ، وبارك الزواج مقابل مهر لابنته عبارة عن كيس من البصل ..!


مر عام .. اشتاقت الفتاة لأهلها ، و طلبت من زوجها ، أن يرافقها لزيارتهم ، خاصة أنه قد أصبح لديها طفلا رضيعا .. كان لابد أن يعبرا نهرا يقطع بين بيتهم وبيت أهلها 


فحمل الرجل طفله ، وتركها وراءه ، تقطع النهر وحدها ، 

فزلت قدمها وسقطت .. 


وعندما استنجدت به ، رد عليها :

 أنقذي نفسك فما ثمنك إلا كيسا من البصل ..


إلا أن الله سبحانه ارسل إليها من أنقذها  لتعود إلى أهلها تحكي لأبيها ما حصل معها .. 

عندها قال الأب لزوج ابنته خذ طفلك ولاتعود إلينا إلا و معك كيسا من الذهب ..


مرت الأيام والطفل بحاجة لأمه ، و كلما حاول الزواج بثانية كان الرفض يسبقه لأن زوجته الأولى وأهلها ذوي سمعة طيبة ، و ماحصل من سوء تفاهم سيكون حتما هو سببه .. ..

 

لابد له أن يجمع كيسا من الذهب ليستطيع استرجاع زوجته .. و فعلا مرت سنة اشتغل ليل نهار حتى استطاع أن يملأ الكيس ذهبا ..

 

عندما قدم كيس الذهب لزوجته و أهلها  وافق الأب ان تعود ابنته إلى بيت زوجها .. 

في طريق العودة و عندما أرادت أن تضع رجلها في الماء لتعبر النهر قفز سريعا ليحملها على ظهره 


و يعبر بها قائلا 

حبيبتي انت غالية ، و مهرك يقصم الظهر ، فقد دفعت فيك ذهبا..

.. عندما سمع الأب بذلك ضحك و قال


 : - عندما عاملناه بأصلنا خان ، و عندما عاملناه بأصله صان ..

فعلا اذا اكرمت الكريم ملكتهُ

واذا اكرمت اللئيم تمردا


انتبهوا ع زوجاتكم هن امانه في رقابكم الله الله فيهن

حكــــــمة رجــــــل كبيـــــــــــــر

كان رجلاً شيخاً طاعناً في السن يشتكي من الألم والإجهاد في نهاية كل يوم.


سأله صديقهُ: وممّ هذا الألم الذي تشكو منه

قال الشيخ: لدي صقران يجب علي كل يوم أن أروضهما....

وأرنبان يلزم علي أن أحرسهما من الجري خارجاً....


وحية على أن أحرسها....


وأسد علي أن أحفظه دائماً مقيداً في قفصه....


ومريض علي أن أعتني به


قال الصديق مستغرباً: ما هذا كله؟ لا بد أنك تمزح ! لأنه حقا لا يمكن لإنسان أن يراعي كل ذلك وحده


قال الرجل الشيخ: إنني لا أمزح ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة الهامة..

إن الصقران هما عيناي وعلي أن أروضهما باجتهاد ونشاط على النظر للحلال وأمنعهما عن الحرام..


والأرنبان هما قدماي وعلي أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طريق الخطيئة..


والصقران هما يداي وعلي أن أدربهما على العمل حتى تمدان بما أحتاج إليه وأستخدمهما في الحلال ومساعدة الآخرين ..


والحية هي لساني علي أن أحاصره وألجمه باستمرار حتى لا ينطق بكلام مشين معيب حرام..


والأسد هو قلبي الذي توجد لي معه حرب مستمرة وعلي أن أحفظه دائماً مقيداً كي لا يفلت مني فتخرج منه أمور مشينة شريرة لأن بصلاحه صلاح الجسد كله وبفساده يفسد الجسد كله..


أما الرجل المريض فهو جسدي كله الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي

لو اطعمنا نفسنا هذا ما خرجت السمكه

قصة جميله ذات معان رائعة وردت عن أحمد بن مسكين وهو  أحد التابعين

كان  في البلدة رجل اسمه أبو نصر الصياد  وكان يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد... وفي احد الأيام لم يكن في بيته أي طعام من شدة الجوع أخذت زوجته وابنه يبكيان...  فخرج أبو نصر الصياد يبحث لهما عن طعام.... وبينما هو يمشي في الطريق مهموما مغموماً مر على أحمد بن مسكين وهو شيخ من علماء المسلمين فقال أبو نصر الصياد لأحمد بن مسكين: أنني متعب جداً وجائع وليس في بيتي قوت لزوجتي وأبني

فقال له الشيخ اتبعني إلى البحر... وارمي الشبكة ثم قل بسم الله

 ثم قال له الشيخ: صلي لله ركعتين

 فلما فعل ذلك خرجت الشبكة وفيها سمكة عظيمة قال له الشيخ: بعها واشتر بثمنها طعاماً لأهلك

فذهب أبو نصر وباع السمكة الكبيرة في السوق واشترى بثمنها فطيرتين باللحم و الحلوى  وقرر أبو النصر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة (كان الشيخ يفعل الخير لوجه الله تعالى ، ولم يكن ينتظر لفعله ثمناً) فرفض الشيخ شاكرا“ ورد الفطيرة للصياد  وقال له  خذها  فهي لك أنت وعيالك  ”لو أطعمنا أنفسنا هكذا ما خرجت السمكة“  وفي الطريق إلى بيته قابل أبو نصر الصياد امرأة ومعها طفل. فنظرا إلى الفطيرتين في يده. وكان الطفل يبكي من الجوع،  فقال أبو نصر الصياد في نفسه:  هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا افعل ؟ ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها... خذي الفطيرتين وأطعمي ابنك  فابتهج وجه المرأة وابتسم ابنها فرحاً...  وعاد أبو نصر الصياد مهموما مغموما فكيف سيطعم امرأته وابنه وبينما هو يسير كثيف البال مغموما...  سمع رجلاً ينادي من يدلني على "أبو نصر الصياد فدله الناس على أبي نصر الصياد  فجاء الرجل إلى ”أبو نصر“  فقال له الرجل: يا أبا النصر إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم لم أستدل عليه وعلمت أنه مات... والآن وقد وجدتك... خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك فهي ملك لك! يقول أبو نصر الصياد فصارت عندي بيوت وتجارة كثيرة... وأصبحت من أغنى الناس ....  ثمّ صرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.... ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أغرتني و أعجبتني نفسي ....!!! وفي ليلة من الليالي رأيت رؤيا  في المنام: وضع  الميزان... وسمعت  المنادي ينادي ... يا أباالنصر... هلم للحساب... لوزن حسناتك... وسيئاتك...  ثمّ أحضر الميزان ووضعت حسناتي ... ووضعت سيئاتي....  فرجحت السيئات !!! فقلت:  أين الأموال التي تصدقت بها!؟  فوضعت الأموال فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً ورجحت السيئات ... فبكيت وقلت: كيف النجاة؟ ثمّ سمعت المنادي يقول:  هل بقي له من شيء؟ فسمعت الملك يقول:    نعم بقيت له (الفطيرتان) ... فوضعت (الفطيرتان) في كفة الحسنات فهبطت كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات... ثمّ سمعت المنادي ينادي:  هل بقى له من شيء؟  فسمعت الملك يقول:  بقى له شيء دموع المرأة حين أعطيت لها الفطيرتين    فوضعت  

 فإذا بها كالحجر الثقيل فثقلت كفة الحسنات....  ففرحت فقال الملك: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الفطيرتان وترجح و ترجح وترجح كفة الحسنات.... فسمعت المنادي ينادي:  لقد نجا...... لقد نجا....... لقد نجا...  فاستيقظت من النوم ....... و تذكرت قول الرجل الصالح لو أطعمنا أنفسنا... لما خرجت السمكة

في عهد موسى عليه الصلاة والسلام، كليم الله

من روائع القصص 


في عهد موسى عليه الصلاة والسلام، كليم الله


عاشت اسرة فقيرة.مكونه من زوجين 


قد اخذ منهم الفقر مأخذه ..سنين طويله 


يعانون قساوة العيش .على مضص وصبر .مر الايام 

وبينما كانوا مضطجعين على فراشهم 

سألت الزوجه .زوجها .قائلة :

يازوجي اليس موسى نبي الله.وكليمه 

قال لها نعم 

قالت له .اذا لماذا لا نذهب .إليه .ونشكوا له حالنا وما اصابنا من فقر 

ونطلب منه ان يكلم ربه .عن حالنا .ويسأله ان يغنينا من فضله 

كي نعيش مابقى من عمرنا في هنا.ورغد من العيش فقال الرجل .نعم الرأي.يامراءة.فلما اصبح الصبح .ذهبا إلى نبي الله وكليمه.عليه افضل الصلاة والسلام .وشكا له حالهما .وطلبا منه ان يكلم ربه .ان يغنيهم .فذهب موسى للقاء ربه .وكلمه .عن حال تلك الاسرة .وهو السميع العليم .سبحانه .لا تخفى عليه مثقال ذرة في السموات والارض 

فقال الله لموسى .ياموسى .قلهم اني سوف اغنيهم من فضلي .ولكن .عام واحد  فقط ...فإذا انقضى العام .عادوا لما كانوا عليه .من فقر .فذهب موسى وبلغهم بان الله قد استجاب لهم .وانه سوف يغنيهم ...ولكن .لمدة عام .واحد فقط .فاستبشر الزوجان .وسروا سرور عظيم .

فإذ بالارزاق تأتيهم .من حيث لا يعلمان

وصاروا من اغنياء القوم وبدأت حياتهم تتغير .وعاشوا في رغد من العيش 

وهنا فقالت الزوجه .يارجل .تذكر اننا سننعم لمدة عام 

وبعد انقضاء المدة سوف نعود لفقرنا 

قال نعم .👈فقالت له .اذا نقوم باستخدام هذا المال  

ونصنع لنا معروفا عند الناس.فإذا مرة العام .

وعدنا إلى فقرنا ..

ذكر الناس معروفنا الذي صنعناه لهم ..

فيعطونا .ولا يردونا .ان طلبنا منهم قوت

فقال الزوج اصبتي يامراءة...

فقاموا ببناء منزل .على مفترق طرق المسافرين 

وجعلوا في كل واجهة من المنزل بابا .مشرف على الطريق

وكانت سبع طرق .ففتحوا سبعة ابواب 

واخذوا يقومون باستقبال الغادي .والرائح .ويصنعون الطعام لهم ليلا ونهار 

وظلوا يشتغلون ..وتمر الايام .والشهور 

وموسى تأمل حالهم .يوما بعد يوم 

انقضى العام ..وهم على حالهم .ومنشغلين بصنع الطعام واكرام الضيف 

حتى انهم نسوا تلك المهله التي حددها لهم ربهم 

مر العام .ودخل عليهم عام جديد ..

وهم على ماهم عليه.لم يفتقروا 

فتعجب موسى .وكلم ربه .وقال يارب 

قد اشترطت عليهم عام .واحد فقط 

والان هم في عام جديد ولم يفتقروا ..

فتبسم المولى سبحانه الكريم  

وقال ياموسى 

فتحت لهم باب من ابواب رزقي .ففتحوا سبعة ابواب يرزقون فيها عبادي 

ياموسى .....استحيت منهم  

ياموسى ايكون عبدي اكرم مني  


سبحانك يااكرم من كل كريم .وياارحم من كل رحيم ..


هكذا هي المراءة الصالحة ..


وهكذا يكون وراء كل رجل عظيم إمرأة...

قصة تهز لها الأبدان لــ مالك ابن دينار ..!

يقول مالك ابن دينار : بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضر الناس .. افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور .. يتحاشاني الناس من معصيتي ..


وفي يوم من الأيام ، اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله ، فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة ، أحببتها حباً شديدا ، وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي ، ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر ، فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين ، وكأن الله يجعلها تفعل ذلك ، وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي ، وكلما اقتربت من الله خطوه ، وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي ، حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات فلما أكملت .... الــ 3 سنوات ماتت فاطمة ..


فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء.. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما .. 

فقال لي شيطاني : لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل !!


فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب

فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا


رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار .. وزلزلت الأرض .. واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار


يقول : فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار يقول :

فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .. فقلت:آه أنقذني من هذا الثعبان


فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو ..

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. 

فقلت : أأهرب من الثعبان لأسقط في النار ، فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب ف

عدت للرجل الضعيف وقلت له : بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ..

فقال : أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو


فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال

كلهم يصرخون : يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك

يقول : علمت أنها ابنتي .. ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقع فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنياوقالت لي يا أبي : 

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله


يقول : يا بنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان !

قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه ..؟

يقول : وذلك الرجل الضعيف : قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى

لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئا ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك


يقول : فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ : قد آن يارب .. قد آن يارب ، نعم

ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول : واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التو به والعودة إلى الله

يقول : دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله


ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل .. 

ويقول : إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا

اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار


وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول :

أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك

أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك

من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً ،ومن أتاني يمشي أتيته هرولة .. أسألك تباركت وتعاليت أن ترزقنا التوبه

لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين


شاركها . الدال علي الخير كفاعله 

 فربما تكون سبب في هداية وتوبة غيرك ..

وتخيل عظم الأجر الذي ستحصل عليه لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم

صراع شرس بين جسدك و روحك

صراع شرس بين جسدك و روحك

ستظل تعيش حالة شد وجذب بين «جسدك وروحك في هذه الحياة » 

فجسدك : يفضل النزول إلى الأرض  والاستمتاع بكل لذاتها؛ لأنه خلق منها

وروحك : تريد أن تسمو وتعلو إلى مركزها 

وكل منهما غذاؤه من «منبعه» 

فالجسد : يحتاج إلى الأكل والشرب والنوم ليعيش 

والروح : تريد ما نزل من السماء من ذكر وقرآن وإيمان لكي تعيش وتطمئن وترتاح وتسعد

شعورك بالجوع والعطش والتعب... إشارات لحاجة غذاء «جسدك»

وشعورك بالهم والضيق والملل والاكتئاب... دليل لحاجة غذاء «روحك»

وهنا ندرك خطأنا أحيانًا

حين نشعر «بالضيق والاكتئاب» نخرج إلى نزهة أو مطعم فاخر أو جولة سياحية أو ... أو ....

ومع ذلك نجد أنه لم يتغير شيء فالضيق باقي كما هو والاكتئاب مازال كما هو 

عفوًا

أنت بهذا تلبي حاجات جسدك بينما التي تحتاج هي روحك

وتذكر قول النبي صل الله عليه وآله وسلم لبلال 

أرحنا بها يا بلال»*عن الصلاة

لتفهم

إذن، أعد الاستماع إلى نفسك؛ فقد أخطأت فهمها 

قلبك إذا عطش، فلا تسقه إلا بالقرآن 

وإذا استوحش، فلا تشغله إلا بالرحمن

فكل شيء في هذه الدنيا ؛ إما أن تتركه أو يتركك ...

إلا الله سبحانه وتعالى

إن أقبلت عليه أغناك

وإن استجرت به حماك

وإن توكلت عليه كفاك

فليكن قلبك كصدفة لا تحمل سوى لؤلؤة واحدة هي حب الله وحده 

أكثروا من التفكر والتفكير في قوله تعالى 

" يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي " [الفجر: 23] 

لتعلموا أن الحياة الحقيقية ليست هنا في الدنيا فهناك حياة أبدية ونحن في الطريق إليها شئنا أم أبينا... فماذا أعددنا لها

  ولنتذكر أن ما عند الله خير وأبقي

فضلآ شاركها لتنفعوا بها الناس

افعل الخير واحتسبه عند الله

هذه قصة جميله ذات معان رائعة وردت عن أحمد بن مسكين وهو أحد كبار التابعين قال: كان في البلدة رجل اسمه أبو نصر الصياد يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد مدقع وفي احد الأيام وبينما هو يمشى في الطريق مهموما مغموما ً حيث زوجته وابنه يبكيان من الجوع مر على شيخ من علماء المسلمين وهو «أحمد بن مسكين» وقال له أنا متعب فقال له اتبعني إلى البحر.. فذهبا إلى البحر، وقال له صلي ركعتين فصلى ثم قال له قل بسم الله فقال بسم الله... ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة


قال له بعها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة.. فقال له الشيخ:لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له خذها أنت وعيالك،وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظر إلى الفطيرتين في يده،وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا افعل ؟ ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم فكيف سيطعم امرأته وابنه؟


وبينما هو يسير مهموما سمع رجلاً ينادي من يدل على أبو نصر الصياد؟ فدله الناس على الرجل.. فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات ولم أستدل عليه، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك


يقول أبو نصر الصياد:

 وتحولت إلى أغنى الناس و صارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله


ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي، وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع وينادي مناد أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات، فقلت أين الأموال التي تصدقت بها ؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات وبكيت وقلت ما النجاة وأسمع المنادي يقول هل بقى له من شيء 


فأسمع الملك يقول: 

نعم بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات


فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادي يقول: هل بقي له من شيء


فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتان وترجح و ترجح وترجح كفة الحسنات وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا فاستيقظت من النوم فزعا أقول: 

لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة


فافعلوا الخير وأكثروا منه ولا تخف ولكن اجعل عملك دائما خالصا لوجه الله تعالى.. إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، نسأل الله أن يجعل أعمالنا وأعمالكم صالحة ولوجهه الكريم خالصة